أنا عمرو دعبول مواطن سوري أحمل بطاقة الحماية المؤقتة (كمليك) صادرة عن ولاية غازي عنتاب.
سُجنت في سجن أيدن Aydin لمدة 5 أيام بسبب محاولتي الهجرة بحراً إلى اليونان.. علماً أنه كان معنا في القارب أشخاص من الجنسية السودانية والصومالية والأفغانية وجنسيات أخرى ألقي القبض عليهم معنا، ولكنهم أطلقوا سراحهم جميعاً في اليوم التالي، وبقينا نحن السوريين في السجن.
عند التحقيق معي في سجن أيدن أبرزت كافة أوراقي الثبوتية، وعند انتهاء الأسئلة، طلب المحقق أن أقترب من طاولته.. وعندما اقتربت شاهدت مجموعة أوراق مغطاة بأوراق أخرى بيضاء فارغة لكي تحجب ماهو مكتوب في الأوراق المغطاة.
قال المحقق: ابصم هنا (كان يوجد مكان فقط للبصمة)
فسألته: على ماذا سأبصم؟
المحقق: مجموعة من الأوراق الروتينية التي سنرسلها لأنقرة لإخلاء سبيلك.
أجبته: هذه أوراق ترحيل وأنا أعرف هذا.
أقسم المحقق بالله أنه ليس هناك ترحيل.. وبما أنني من حملة بطاقة الحماية المؤقتة فمن المستحيل ترحيلي خاصة أنها المرة الأولى التي أحاول في الهجرة بحراً.
قلت له: سأقرأ ثم أبصم.
هنا تغير وجه المحقق وبدى عليه الغضب الشديد وصرخ قائلاً: “عد إلى السجن إلى أن تقبل بالبصم”.
كان هناك سوريين داخل السجن من 4 شهور رفضوا أن يبصموا).
استسلمت لخيار الترحيل على خيار بقائي بالسجن وبصمت. وتم ترحيلي إلى معبر باب السلامة يوم الثلاثاء 16/7/2019 مع مجموعة تضم 40 سوري من مختلف المحافظات السورية.
أثناء رحلة الترحيل من أيدن إلى معبر باب السلامة طلبنا من عناصر الجيش التركي أن يتوقفوا لأننا نريد استخدام الحمامات..
بعد أربع ساعات توقف الباص وأنزلونا لقضاء حاجتنا على حائط في محطة وقود مهجورة، وتفاجأنا بعنصر من الجيش التركي يصورنا بكاميرا موبايله ونحن بهذا الوضع. وصار يصرخ بنا بأصوات يستخدمها راعي الغنم (تررررر يالله … تررررر) …
توقفت أمام العسكري ونظرت إليه نظرة حقد، ليأتي عسكري آخر من خلفي وليبدأ بضربي وسحبي إلى الحافلة.
من بين المرحلين شاب سوري ديانته مسيحية (د.ي) موجود في إدلب حالياً ولا يستخدم اسمه الصريح… ناشدهم كثيراً بعدم الترحيل خوفاً على حياته وأنه ليس له أية أقارب في سوريا، وأنه مسيحي ولديه ملف مسجل لدى الأمم المتحدة.
ومن بينهم أيضا طفل آخر بعمر 12 عام بقي في السجن لمدة 14 يوماً ومن ثم رحلوه معنا (كان السجن يحتوي على 200 رجل موقوف بمختلف الجرائم، وبينهم كان هذا الطفل وحيداً.
الطفل كان ينام في غرفة مع 7 رجال غرباء (3 أفغان؛2 أفارقة؛ 2 سوريين.
في الحافلة كان هناك رجال مرضى (سكري؛ ضغط؛ كلى وغيرها) كان لهم احتياجات خاصة مثل شرب الماء باستمرار أو حبوب دوائية نفذت منهم… كانوا يطلبون من عناصر الجيش التركي مساعدتهم.. وكانوا يقابلون بالصراخ والشتم وأحيانا الضرب.
داخل السجن اتصلت بمنظمة Asam وشرحت لهم كافة التفاصيل والانتهاكات وأخبروني أنهم سيرسلون محامي لنا يوم الثلاثاء 16/7 وطلبوا أن يتحدثوا مع كل سجين على حدا…
أخبرتهم أننا سنرحل بهذا التاريخ أو قبل فاعتذروا عن استطاعتهم القيام بأي شيء أخر.
طلبت من كل السوريين الموجودين في السجن الحضور إلى الهاتف (الكولابا) وأخبرتهم أن يتكلموا مع موظفة Asam ويسجلوا بياناتهم والكل فعل ذلك (طبعاً كنا ممنوعين عن هواتفنا)
البارحة حاولت الدخول إلى تركيا من إحدى النقاط الحدودية مع مجموعة شبان سوريين ولكن تم الإمساك بنا وضربنا ومن ثم إعادتنا إلى سوريا مرة أخرى.
عمرو دعبول
#العدالة_طريق_السلام