وشلون حالي وشلون

أبو الصفوق يتمتم بصوت موجوع:

غنيت قالوا بطران

وسكتت قالوا حزنان

صليت قالوا تايب

من فراق الحبايب

أبو جاسم: شنو عيني أبو الصفوق طربان اليوم

أبو الصفوق: طربان، سهيان، سبهان، طفران …  والله يا أبو جاسم راحت علينا وآخرتنا عندكم بالأنبار..

أبو جاسم: لا سمح الله يارجّال، حدا بيترك الجزيرة وخيراتها وبيجي عالأنبار، شو صحّرت الدنيا بوجهكم؟

أبو الصفوق: والله يا أبو جاسم ما عاد نفهم شيء.. رحلنا ليخلص التحالف من داعش، خلصنا من الدواعش ما في حدا قادر يرجع، قال احنا اشترانا قاسم سليماني وإيران لتشييع الجزيرة… والله العظيم هذا النكد ما نعرفه إلا عالتلفزيون. وبعدين حنا عشيرتنا طول عمرها مقسومة سنة وشيعة، والشيعة نواحيكم بالعراق عدنا قليل هربوا أيام صدام. لكن مثل سنة وشيعة تركمان تلعفر، شرقي وغربي الحدود عايشين مع بعض بأمان. صحيح ما نتزوج من بعض إلا قليل، لكن والله من تسعين سنة ما حدا قتل حدا. وبعدين بالعزا والأفراح الواجبات بيننا ما حدا يقصّر. جايبين كم سمسار بحياتنا ما سمعنا فيهم يشترون أراضي وبيوت ويحطون إسفين بقلب دير الزور…

أبو جاسم: ما قالوا بالتلفزيون داعش وخلصت؟

أبو الصفوق: هي داعش خلصت بالعقل، عندك ولادهم وسباياهم ونسوانهم ما حدا راضي ياخذ العفش اللي بعثولنا اياه. لكن هذي يمكن تلاقي حلول، المشكلة الأعقد عدنا، الأمريكان ضد داعش دعموا العبوجية وجماعة قنديل، والأتراك طار ظابان راسهم..

أبو جاسم: شو هاي العبوجية أبو الصفوق؟

أبو الصفوق: جماعة أوجلان ينادولهم العبوجية ويبجي. هم اللي ماسكين الوضع شرقي النهر.

أبو جاسم: طيب ما هو أوجلان تركي، إش آكو ما كو؟

أبو الصفوق: هاي المصيبة يا صاحبي، هم مفكرين يعملون  روج آفا كبيرة بتركيا. راح أردوغان لطش عفرين وشرد سكانها، قال شنو، في خطر عالأمن القومي التركي؟؟ وياريت توقف هون، المشكلة إنه الخير بالجايات..

أبو جاسم: شنو خير.. قصدك الشر بالجايات عيني، إحنا ناقصين مصايب بعد؟

أبو الصفوق: عند أردوغان الشغلة كلها إذا ما اتغديك فيك راح تتعشى بلحمي. راح يلحقهم بعد الحدود ويعمل مثل حزب البعث “حزام تركي”.

أبو جاسم: أي حزام، ما هي كلها دكة سروال..

أبو الصفوق: ما هي هون المشكلة، إذا أردوغان أخذ دكة السروال، راح يرحّلوا العبوجية عالرقة والدير ويعملوا الفدرالية عدنا.

أبو جاسم: لا يا رجال، ما وصلت لهون، والأمريكي والروسي لك حتى الإيراني ما راح يخلوه يعربد عكيفه؟

أبو الصفوق: الروسي آخ من الروسي، ما شايف إلا مصالحه رقم واحد، واثنين يبقى بشار يحكم الآدمي والحمار، والإيراني اذا سكتوا عليه ليفتح طريق للبحر ساكت عليهم شو ما عملوا.  كنت عم قول لبنت عمي قبل، يمكن الأمريكي يعمل شي، طلع معي الأمريكي دولة طويلة عريضة بس توصل عدنا تشوف سوريا من خرم إسرائيل.. وإلا بشرفك هاي الحقارة اللي طلع فيها ترامب ضم الجولان لنتنياهو؟ هو إحنا ناقصين؟

أبو جاسم: خربت مزاجي من عند الصبح، الناس تقول الله بالخير انت تقول الدنيا بالشر؟

أبو الصفوق: ما هي الشر بعينه.

أبو جاسم: يعني مسكرة..

أبو الصفوق: والله ما دام السوريين معولين عاللي خربوا بيوتهم، الحاكم ينتظر الفرج من موسكو وطهران والاعتلاف وهيئة الرياض من التركي والأمريكان… سايب يا بلدي سايب

يمضي أبو الصفوق وهو يغني بصوت عال هذه المرة:

وشلون حالي وشلون…

يقترب أبو جاسم من أبو الصفوق ويتابع معه الغناء:

غنيت قالوا بطران

وسكتت قالوا حزنان

صليت قالوا تايب

من فراق الحبايب

سايب يا بلدي سايب.. واللي بيتحمل مُصايب

Scroll to Top