الدكتور محمد خير الوزير
لصوص الله في الأرض، الآخذون دور الله في الحقيقة، المانحون صكوك جديدة تشبه صكوك الغفران في العصور الوسطى. عبر فتاوى وتخدر العقل. حتى وصلنا فعلا إلى أن أصبح الدين أفيونًا للشعوب، بينما الدين في الواقع هو الذي يحرر العقل من الخزعبلات والخرافات، ويخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد.
الدين ينظم علاقة العبد بربه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو للرحمة، والسلام.!!!
الدين يدعوا إلى الحرية، وإلى إعمال الفكر، والحث على السعي والعمل. والمتزعمون للدين يدعون الى أنفسهم، وتوطين المستبدين من الحكام.
لمن يتاجر في الدين، ويستخدمه كأداة لتحقيق مصالح شخصية، ويستسخف عقول البشر، عليهم أن يفكروا في عواقب أفعالهم. الدين وصاياه وتعاليمه تعمل على تحرير العقل والروح من الشكوك والوهم، وليس للاستغلال في المعاملات الدنيوية. وقد تم اعلامكم أيها الموقعون عن رب العالمين بخطورة هذه الفعل، وخصوصًا إن تم التوقيع دون علم عميق ومعرفة بالواقع والوقائع وفهم وفقه بالعلم ذاته وآلياته.!!!
في العصور الوسطى، ازدهرت تجارة “صكوك الغفران”، حيث دفع الناس ثمناً باهظاً للكنائس مقابل الحصول على وعد بالغفران والخلاص. وما يشهده العصر الحديث من استغلال ديني لا يختلف كثيراً عن تلك الأوقات. الفرق الوحيد هو في الأشخاص والأساليب.
أعتقد أن هؤلاء الرجال هم لصوص الله الحقيقيون. إنهم يبيعون الناس الأمل الكاذب في مقابل سلطة يتمتع فيها هؤلاء المزعومون. يأمرون الناس بطريقة لا تخلوا من الخداع والمواربة باتخاذهم أربابا من دون الله. ويكتبون الفتاوى بأيديهم ويقولونها بألسنتهم ثم يقولون هذا دين الله الذي لا محيد عنه.!!!.
والأنكى من ذلك والأمر؛ أنهم يريدون محاسبة الناس في هذه الدنيا على كل شيء.!!! وكأن الله أوكل إليهم ذلك نيابة عنه.!!!
وأحب ان أذكر هنا أن اللص الحقيقي ليس هو ذلك الشخص البائس، الذي يسرق بيتك؛ وإنما هو من يسرق وجودك وحياتك. ولا يتوقف ظلم رجال الدين عند هذا الحد.!!!
إنهم يشبهون تجار المخدرات الذين يبيعونها للناس، ويدمرون بها حياتهم.
من هذا المنبر:
أدعو الناس إلى النقد البناء لرجال الدين. وتميز الصالح منهم من الطالح. ويجب أن نكون حذرين من هؤلاء المحتالين، الذين يسرقون إيماننا. حيث حولوا دين الله الى أفيون للشعوب، يخدرهم عن العمل والإنتاج، والاستسلام للأقدار دون الأخذ بأسباب القوة والسعي.!!!
وكل الخسائر في هذه الحياة قابل للتعويض، إلا خسارة الانسان سنوات عمره بالجري خلف هؤلاء اللصوص طلبًا لإرضائهم.!!!
وفي الختام:
الدين هو نعمة من الله، يجب أن نحترمه. ولكن يجب أن نرفض من يدعون أنهم رجال الدين الذي يستغلوننا ويضرون بنا.
الدين هو هدية قيمة من الله، يجب علينا أن نحترمها ونقدرها، وأن نكون واعين للتمييز بين التعاليم الحقة والممارسات الزائفة التي قد تسيء إليه.!!!