السيدات والسادة اعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر استعادة القرار والسيادة
بداية لابد من تقديم الشكر لجهودكم المبذولة لإنجاح المؤتمر من حيث التنظيم إلى الدعوات والحضور والوثائق والرؤى ولكم كل الاحترام والتقدير
أما بعد،
أود الإشارة إلى أن واقع سورية والسوريين اليوم لا يحتمل فشل جديد، ولا حتى ينتظر مولود غير قابل للحياة أو مشوه، ومن هنا انطلق برسالتي اليكم بالبحث عن آليات ونتائج وايجابيات المؤتمر:
اسأل نفسي وأسألكم واطرح بعض الاسئلة التي من الممكن أن تكون الإجابة عليها مقوما أساسيا لنجاح المؤتمر وأرفع لكم بعض التوصيات والمقترحات، الممكن تساعد بنجاح المؤتمر وتحصينه من أي فشل او خسارة .
-ماذا سيضيف هذا المؤتمر قيمة نوعية لواقع السوريين والمعارضة السورية؟ وهل تنفيذ المؤتمر وإقامته الآن ستخدم هدفه الأساسي؟ أم أننا سننتهي إلى مناسبة ضخمة للاستعراض والدعاية وهل سيتقدم ويقدم خطوة باتجاه الحل السوري أم أنه سيتحول إلى تجميع وظهور إعلامي فقط !
– علينا الاخذ بعين الاعتبار ان المؤتمر التقليدي والمنقوص في الإعداد والتنظيم قد يؤثر سلباً على علاقات المنظمين أولا مما يزيدنا تشتتا وفرقة أكثر، وعلى عموم السوريين ثانيا مما يؤثر سلبا أكثر على واقع السوريين.
-كلنا لدينا أهداف شخصية، ولكن مثل هذه الأهداف لا ينبغي أبداً أن تطغى على أهداف المؤتمر. وإذا طغت الأولى على الثانية، فهي مؤشر حقيقي لفشل ذريع للمؤتمر وصدمة جديدة لعموم السوريين المتأملين خيرا منه، فهل لدينا القدرة على التعامل مع هذا الأمر بحكمة؟
-المؤتمر مشروع، وأهم خطوة في المشروع هو التخطيط، فما هو الجديد بالتخطيط في عمل المسارات الحرجة لمهام المؤتمر الرئيسية لزيادة نسبة النجاح وتقليل المفاجآت وتذليل الصعوبات والتحديات لأقل
قدر ممكن.
-إن وضوح الهدف ودقة التخطيط وحسن التنظيم هو أهم من وجود ميزانية كبيرة وتبعية دولية، إن هذه المسألة مهمة جداً و يجب أن تكون الرؤية واضحة فيها لجميع لجان وأعضاء المؤتمر
-إن خير من استأجرت القوي الأمين وإن جدية المؤتمر ووضوح الهدف منه يتطلب اختيار أصحاب الرأي الواضح والصريح الذين لاينقصهم الإبداع والتفكير الخارج عن القيود التقليدية لمثل هذه المهمة الوطنية .
في ظل الجمود والانكفاء السياسي على كافة الصعد بالملف السوري واستفراد بعض الدول فيه لمصالحهم لا لمصلحة السوريين، ولغياب أي طرح جدي جديد، من الضروري جدا أن يحمل المؤتمر مبادرة سورية جديدة كاملة المعالم والتفاصيل، وذلك لتحريك الملف السوري باتجاه الدفع والوصول إلى الإتفاق أو اعتماد الحل، فأوراق المؤتمر تحمل رؤية وطنية بامتياز ولا غبار عليها، لكنها لا تحمل مبادرة وآليات جديدة للحل السوري وهذا ماغاب عن أوراق المؤتمر. فخارطة الطريق المرسومة بأوراق المؤتمر تعتمد كليا على الحل وتبدأ مع بداية الحل ، للانتقال بسوريا ديمقراطية تعددية، لكنها تبتعد عن كيفية الوصول إلى الحل، وهنا يصبح التأكيد على ضرورة وضع مبادرة سورية ضروريا. مبادرة تحمل اليات واضحة للوصول الى الحل لتصبح اوراق المؤتمر شاملة وكاملة ويتم التسويق لهذه المبادرة عبر الطرق الدبلوماسية والتحركات السياسية وإيجاد شركاء محليين واقليمين ودوليين لتبنيها والأخذ بها لتحقيقها ولابد من ذكر نقاط مهمة تعتمد عليها هذه المبادرة:
– الحوار السوري السوري الذي لم يحصل منذ عشر سنوات، وإن حصل، حصل بشكل أفراد ومجموعات صغيرة ما زالت منغلقة على بعضها وبورشات عمل دون رعاية دولية
لم يسبق المفاوضات السورية والقرارات الاممية المتعلقة بسوريا أي حوار سوري سوري شامل من كل الأطراف بشكل جدي تم اعتماد مخرجاته كما حصل في ليبيا والسودان وغيرها الكثير
– وضع خطوات اجرائية لتبادل الثقة لتقريب المسافات بين السوريين ولتذليل الخلافات والعقبات بين الاطراف السورية
– الحل السياسي يحتاج لتنازلات وضغوط من وعلى جميع الأطراف، وحتى تكون مقنعا لشركائك اولا ولدى الدول الراعية، التي باتت أساسا في أي حل سوري قادم, لابد من وضع خطوات متبادلة تعتمد على مصالح الدول والمعارضة والنظام، اي ان اي خطوة يجب ان يقابلها خطوة من الاطراف الثلاثة ومصلحة مشتركة تعود على الاطراف الثلاثة، للوصول الى الشكل الاخير للحل السياسي وهذا يساعد في تنفيذ القرار 2245 الذي وحده وبشكله الحالي لم يعد قابلا لا للتنفيذ ولا للتطبيق وهذا باعتراف السيد بيدرسون والامريكان والروس وتصريحاتهم واضحة بهذا الشان
– لابد من الأخذ بعين الاعتبار اثناء الدعوات البحث عن شخصيات فاعلة ذات تجربة وخبرة ومعروفة ومقيمة بالعواصم الغربية القادرة على تشكيل لوبيات ضاغطة وتسويق رؤية المؤتمر من خلالها لدى الدولة المقيمين فيها. فهكذا امر يرفع من قيمة المؤتمر ويعتبر المؤتمر ذاته قد اقيم بكل العواصم الغربية وليس بعاصمة واحدة فاذا استطعنا ايجاد وتشكيل هذه اللوبيات من ذات الشخصيات سيعود إيجابا ويساعد القيادة التي سوف تنتج عن المؤتمر بأداء مهامها.
اخيرا أقترح عليكم أيضا تشكيل وفد من اللجنة التحضيرية ذو قدرة وامكانية لعمل جولة ولقاءات بدول اوربية وعربية لتسويق المؤتمر واهدافه قبل انعقاد المؤتمر مما يعطي زخم سياسي اكثر ومناصرة سياسية اكبر للمؤتمر
اعتذر على الاطالة وأتمنى أن أكون قد ساعدت واشرت لما يلفت عنايتكم واهتمامكم شاكرا لكم الوقت والجهد المبذول متمنيا لكم النجاح والتوفيق
محمد العبيد برلين 17-7-2021