حوار مع الاستاذة هدى المصري عضو لجنة مؤتمر القاهرة :
- بعد 90 يوم يمر ست سنوات على مؤتمر القاهرة. وها أنتم مجموعة من النشطاء تعودون في لحظة يحتضر فيها الحل السياسي تعاودون إطلاق الصرخة. ما هي أسباب قيامتكم وقومتكم؟ هل تؤمنين سيدتي بأن إنقاذ الحل السياسي قضية ممكنة؟
- هدى المصري: نشطاء مؤتمر القاهرة الذين نجحوا في عقده وصياغة مخرجاته 2015 بعد جهود مضنية للإجماع على الوثائق الوطنية المحورية لم يغادروه يوماً ولم يتوقفوا، بعد وصول العالم إلى إجماع حول الشأن السوري بالقرار 2254، عن إطلاق التحذيرات والنداءات بشأن الفشل السياسي الذريع والانسداد التام في مختلف محاولات التوصل لحل سياسي للملف السوري. لقد كنا نشاهد كافة المسارات من جنيف وأستانا ولجنة دستورية ونشهد سير العمليات بإحباط مسبق من النتائج المعروفة سلفاً والتي تعود لأسباب محددة ومتكررة أهمها التدويل وتفكك المعارضة وخلافاتها الجوهرية ونقص مكونات وشرائح أساسية من التواجد بين صفوفها وسوء إدارة الملف أممياً على حساب وحدة الأرض والشعب وعلى حساب الأمن والاستقرار وكل ما يرتبط بذلك من حياة المواطن السوري. اليوم بعد انزلاق الوطن نحو الانهيار التام لم يعد بالإمكان الوقوف عند إطلاق النداءات والتحذيرات أمام الاستمرار بذات النهج الفاشل وكان لا بد من استعادة المؤتمر مما تعرض له من محاولات استنزاف وتوظيف وبالتالي إحياء الجهود الوطنية مستقلة الرأي وسيادية القرار لتقول كلمتها الأخيرة حول عمل المؤتمر ورؤيته لإمكانيات العودة للحل السياسي.
- كان مؤتمر القاهرة اول مؤتمر سوري مستقل الإرادة والقرار. هل تعتقدين اليوم بأن الوطنيين الديمقراطيين قادرين على المتابعة في استقلاليتهم رغم القمع والحصار الإعلامي والسياسي الذي يتعرضون له؟
- هدى المصري: استقلال رأي الوطنيين الديمقراطيين هو مرتكز قوتهم واستمرارية نضالهم الوطني ولم تستطع أي وسيلة قمع أو حصار إعلامي إيقاف عملهم أو إسكات صوتهم على مدى عشر سنوات متواصلة من الحرب ضدهم وضد سوريا التي يريدونها ولن ينجح أحد في الوقوف أمام المد الوطني الديمقراطي لأنه يحمل الحل السياسي السيادي المتكامل الضامن لوحدة الجغرافيا السورية ولحقوق كل السوريين بكافة مكوناتهم دون أي تمييز.
- عقد المؤتمر في ٢٠١٥، كيف ستتمكنون من مد الجسور مع الجيل الشاب والنسوي الذي ظهر في الأعوام التي تلت انعقاده؟
- هدى المصري: يعي المؤتمر تماماً تضحيات النساء السوريات والأهمية الكبيرة لمشاركة المرأة سياسياً في مراكز صنع القرار الوطني وانعكاسات ذلك على عمليات التفاوض وتحقيق السلام وبناء المواطنة وتوازن القوى المختلفة، ويأخذ بعين الاعتبار الجهود الأممية لتحقيق هذه المشاركة كما نص عليها قرار مجلس الأمن 1325 للعام 2000 وكما ورد بشأنها في قرار مجلس الأمن2254 حول سوريا، ويدرك مدى أهمية مشاركة الشباب بفكره المتجدد ورؤيته ومنظوره لمختلف الملفات الوطنية. ولهذا الغرض يسعى المؤتمر لتوسيع أمانته العامة الدائمة بضم كوادر نسائية وشبابية ناشطة متميزة وقد خصص مكتباً للمرأة والشباب لتنفيذ خططه الاستراتيجية المتعلقة بالمشاركة النوعية لكل منهما.
- تطرحون اليوم ما طالب به المؤتمر من عقد مؤتمر وطني جامع يستظل بميثاق وطني وخارطة طريق للانتقال السياسي. هل ستتواصلون مع المبادرات المتشابهة معكم في الرؤى والاطروحات؟
- هدى المصري: التواصل السوري-السوري من أهم ما تعمل عليه لجنة المؤتمر وقد بدأت به بالفعل لتحقيق هدف المؤتمر في عقد مؤتمر وطني سوري جامع لكل القوى الوطنية السيدة لنفسها والمستقلة القرار والساعية في عملها نحو نبذ الاثنيات وبناء دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات وفصل السلطات وسيادة القانون.
أجرى اللقاء (أسامة الرفاعي) بتاريخ 27/03/2021