حتى لا يكتب الحاقدون تاريخ انتفاضة شعب
تقرير صادر عن ملتقى حوران للمواطنة
انطلقت انتفاضة درعا من دم ولحم وشبيبة يوم الجمعة في 18 آذار/مارس 2011. كانت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” التي يشرف عليها اثنان من أبناء القيادي في الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين طريف السيد عيسى الذي جاء في نعوة الإخوان المسلمين له يوم الجمعة 2 آذار 2018 أحد قادة الجناح العسكري في حركة الإخوان(1) قد أعلنت عن 15 آذار/مارس 2018 موعدا لانطلاق الثورة بعد أن فشل الإعلان الأول باعتبار يوم مجزرة حماه موعدا للانتفاضة. وكان الخلاف جليا منذ مطلع 2011 بين تيار إخواني سلفي متواجد في الخارج يريدها ثورة افتراضية يتبعها بناء فصائل مسلحة، ويعتبرها امتدادا لتجربة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين البائسة، التي تلوثت أيديها بالدماء وتلوثت أطروحاتها بالطائفية، وتمويلها بالتبعية للنظام العراقي المتحالف مع الإخوان المسلمين على مبدأ (عدو عدوي حليفي).
من هنا كان حرص شباب درعا أن لا يتسلل هذا التنظيم إلى المحافظة صونا للحراك الشعبي السلمي الذي شارك به من اليوم الأول مختلف مكونات أبناء المحافظة. ومن المؤسف القول أنه عندما فشل في الدخول من الباب تسلل عبر بعض شخصيات إعلان دمشق التي قررت التحالف معه في خيمة “المجلس الوطني السوري”.
عدد المعتقلين من الحراك السلمي في درعا كان يشكل سبعين بالمئة من المعتقلين في عموم سوريا في 26 أيار/مايو 2011. وقد نظم الحقوقيون من أبناء المحافظة الأسبوع السوري للإفراج عن المعتقلين مع باقي الحقوقيين من باقي المحافظات، معظمهم من الأطباء والمهندسين والمعلمين والطلبة. عدد السلفيين في الحراك قليل جدا ولم يعتقل منهم إلا 3 والباقي من التيار الوطني الديمقراطي والحراك الشبابي
كان أول دخول للجيش السوري إلى مدينة درعا في نيسان 2011 مع حصار خانق على المدينة. وقد تدخلت شخصيات سياسية وعسكرية عند القيادة السورية ناصحة بعدم توريط الجيش السوري في مواجهة مع المجتمع. وطلب عدد من كبار موظفي الدولة من الرئاسة السورية سحب الجيش من المدينة. إلا أن اللواء محمد ناصيف آخر جزاري مذابح 1978-1982، والذي أصبح مستشارا أمنيا في القصر الجمهوري، أقنع بشار الأسد بجدوى دخول الجيش للإنتهاء من الانتفاضة الشعبية. فانسحبت تباعا شخصيات هامة في الجيش والسلطة التنفيذية والإعلام من أبناء درعا انشقاقا أو اعتكافا. ولم يعد بالإمكان السيطرة على الأوضاع مع اعتقال قادة الحراك السلمي في درعا من مخابرات القوى الجوية وإطلاق بشار الأسد سراح 1400 جهادي سوري وغير سوري من سجن صيدنايا معظمهم مدرب عسكريا ومنهم كانت قيادة النصرة في القلمون ومؤسسي جيش الإسلام وأحرار الشام وصقور الشام. ولم ينته عام 2011 إلا وقد وصل المحافظة ليس فقط عدد من هؤلاء، وإنما أيضا طلائع المقاتلين الأجانب وكان أولهم من الليبيين بقيادة الزنتاني ومن الأردنيين من أتباع الزرقاوي والمقدسي.
بعدها بدأت بالتشكل فرق مسلحة من أبناء المحافظة دفاعا عن نفسها في وجه القمع الدموي والأعمى للسلطات الأمنية العسكرية ضد المواطنين العزل، وللحؤول دون سيطرة الجهاديين التكفيريين على المحافظة. وبذلك دخلت محافظة درعا في العنف المسلح وبدأت الفصائل تتكاثر بشكل مناطقي أكثر منه مركزي ووقعت جميعها تحت سلطة غرفة الموك في فندق الفورسيزون في عمان بقيادة عسكرية غير سورية، مع حرص دولي وإقليمي على إبعاد كل الضباط الوطنيين المنشقين وتسليم الأمور لمن قبل التبعية والإرتزاق للدول الداعمة لغرفة الموك. من الجدير بالذكر أن الجماعات الجهادية غير السورية والعناصر المرتزقة في غرفة الموك كانوا وراء اغتيال العناصر الوطنية وذات الكفاءة في الجيش الحر. وأن كبار الضباط المنشقين من أبناء المحافظة، رفضوا أي شكل من أشكال التبعية ومعظمهم رفض العمل مع غرفتي الموم والموك باعتبارهما تحت قيادة غير وطنية سورية.
كانت سنين عجاف، دخل فيها السروريون بثوب “المثنى” والعريدي وأبو ماريا القحطاني بثوب القاعدة وكان سكوت المجلس الوطني ثم الائتلاف عن جرائم المتطرفين سببا في تقوية نفوذهم. فقد تحالف رياض سيف ورياض الترك مع الإخوان ومع أبناء محمد العبدة نائب الشيخ زين العابدين والسرورية، وخرج جورج صبرا يقول على CNN بإنجليزية مطبشة “لقد دافعنا عن جبهة النصرة أكثر مما دافعت عن نفسها”. وبرر ميشيل كيلو اختطاف راهبات معلولا بأنهم ضيوف عند التلي… إلى غير ذلك من آيات الحقد السياسي التي حولت أهداف الثورة عن منطلقاتها، تحت شعار “فليأت الشيطان ثم نتخلص منه”. وقد تعرض التيار الوطني الديمقراطي الرافض للتعامل أو التحالف مع التكفيريين لحملات منظمة كانت تشارك فيها يومئذ قناتي العربية والجزيرة، بمساعدة صفا وووصال وغيرها من القنوات الظلامية، كون تحالف الأضداد لم ينفرط عهده بعد. وفي هذه الأثناء كانت الدولة الإسلامية في العراق تتمدد في الشام عبر أحمد حسين الشرع (الجولاني) وسمير العبيدي الدليمي (حجي بكر) والعدناني (طه صبحي فلاحة) وأبو مهند السويداوي وأبو علي الأنباري باسم جبهة النصرة، قبل أن يتأجج الصراع فيما بينهم.
جرت عدة عمليات تصفية ومصادرة أسلحة للفصائل من جبهة النصرة، وكانت تجري محاولة احتوائها. إلا أن أول صدمة ومواجهة جدية بين هذا التوجه الإخواني السلفي الجهادي وفصائل في غرفتي العمليات في الموم والموك، بعد إعلان 500 “عالم” وشيخ الجهاد في بلاد الشام في ستاد القاهرة بوجود مرسي العياط. فقد أصبح واضحا أن الهدف هو سيطرة المتطرفين والإخوان على العمل المسلح. وإنهاء الدولة المدنية والتعددية والمشروع الديمقراطي بشكل واضح. وكان أول من أطلق ناقوس الخطر أبو عبد الله الحموي مؤسس أحرار الشام عندما قال: “نحن لسنا بحاجة للعنصر البشري غير السوري، لدينا ما يكفي من المقاتلين السوريين. خاصة وأن الكثير من غير السوريين وقع ضحية التضليل وتحولت نصرتهم الإبتدائية إلى نقمة”. كان ثمن هذا التصريح اغتيال الحموي مع قيادة أحرار الشام. في درعا أيضا اعتقل أو قتل، كل من وقف ضد إعلان الجهاد في سوريا من قبل جبهة النصرة. الأمر الذي كان واضحا في انضمام كل الفصائل إلى مسار الأستانة، رغم سلبياته، لرؤيتها آخر النفق في التدخل الخارجي والاستشراس الإرهابي من النصرة وداعش.
مع دخول القوات الروسية والأمريكية بعد تلك الموالية لإيران، بدأت فكرة إنهاء النزاعات المسلحة بتكاليفها الباهظة على جيل كامل من الشباب تتعزز في مختلف المحافظات. وغالبا ما ينسى “الثورجيون” و”المسعورون” أن اتفاق درعا جاء بعد اتفاقيات الترحيل من حمص والقلمون واتفاق الغوطة. كذلك في وقت أصبحت فيه فصائل الشمال تحت السيطرة التركية الكاملة. وأن من رفض هذا الإتفاق أصبحوا اليوم موظفين علنيين عند حكومة أردوغان وسياساتها العثمانية الجديدة. وأن هذا الإتفاق، قد أنقذ مئات آلاف السوريين من الشعب والجيش من اقتتال دون هدف ودون غد. فما هي بنود هذا الاتفاق الذي تخوّنه القناة العبودية- الموسادية وينتقده من غادروا بالباصات الخضر قبل عامين ويرسلون عشرات الوسطاء من أجل العودة وعدم البقاء تحت البسطار العثماني الجديد اليوم؟
بيان اتفاق
تم الاجتماع بين ممثلي الحكومة السورية والفصائل بوساطة روسية والاتفاق على ما يلي:
- وقف إطلاق نار فوري وشامل.
- البدء بتسليم السلاح الثقيل ابتداءً من اليوم.
- عودة الأهالي إلى القرى والبلدات التي لا يتواجد بها الجيش بصورة طبيعة، وعودة الأهالي إلى القرى التي يتواجد بها الجيش برفقة الشرطة العسكرية الروسية والهلال الأحمر وبضمانة من الشرطة العسكرية الروسية لسلامة الأهالي.
- البدء بتسليم السلاح المتوسط في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار.
- تسوية أوضاع سكان المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار.
- توزيع نقاط التسوية جغرافياً حسب الحاجة ضمن آلية متفق عليها.
- رفع العلم السوري بالتزامن مع دخول مؤسسات الدولة المدنية.
- المقاتلين الذين يسوون أوضاعهم ويرغبون بقتال الدواعش ينتسبون إلى الفيلق الاقتحام وبالدرجة الأولى في المنطقة الجنوبية.
- تسوية أوضاع المنشقين والمطلوبين للخدمة الإلزامية وإعطائهم تأجيل لمدة 6 أشهر.
- العمل على عودة جميع الموظفين إلى وظائفهم الحكومية.
- حل مشكلة المعتقلين والمخطوفين ضمن مجموعة آستانا وتبادل جثث القتلى من الطرفين.
- سحب وحدات الجيش الى ثكناته.
- يشمل هذا الاتفاق المنطقة الجنوبية.
- الضامن لهذا الاتفاق هو الجانب الروسي.
التاريخ الأحد 1 تموز 2018
بالنسبة لنا، نعتبر هذا الإتفاق وثيقة “حقن دماء” سورية وتسوية ضرورية في الزمن الفاصل بين توقيعه وتطبيق القرار 2254 في مفاوضات سورية-سورية برعاية أممية. أما الأصوات التي علت تخوينا ورفضا، فهي اليوم تعمل بأمرة المدير العام للمخابرات التركية حقان فيدان، لا قرار لها لا في السياسة ولا في المسائل الأخرى. وعندما يطلب منها التوجه كمرتزقة إلى ليبيا، لا يجرؤ واحد منهم على أن يقول لا.
وبكل أمانة علمية نقول، لو لم تخرق الأجهزة الأمنية هذا الإتفاق منذ اليوم الأول، لكانت الأمور في درعا بألف خير. فبعد توقيع هذا الاتفاق تم قصف القرى التي كانت شعلة الحراك السلمي قبل تسع سنوات بشكل وحشي ثم سلطت عليها عصابات التعفيش لسرقة ممتلكات ومقتنيات المواطنين والنهب الواسع حيثما استطاعت. وكانت تباع ممتلكات وأرزاق المواطنين في السوق في وضح النهار. كذلك قام الأمن العسكري بتجنيد عدد من قيادات الدواعش في صفوفه مقابل رشاوى معروفة للقاصي والداني. وبدأت قائمة المعتلقين تصل منذ الساعات الأولى للاتفاق، لننظر مثلا إلى الرسائل الموجهة إلى “ملتقى حوران للمواطنة” عن اعتقال المواطنين الأبرياء فور دخول الاتفاق وفي الأيام الثلاثة التي تلت دخوله حيز التنفيذ:
حملة مداهمات منذ الصباح الباكر على قرى وبلدات اللجاة لليوم الثاني على التوالي …. عدة اقتحامات لعدة قرى كان من بينها مدينة الحراك حيث تم اعتقال مجموعه من الشباب عرف منهم!
قاسم الحريري
أحمد الحريري
باسل الحريري
عبد الرحمن الحريري
عيسى الحريري
أحمد صلاح الحريري
ولم يعرف الى اين تم اخذهم
باسل حمد حسين
وائل محمد حسين
محي الدين انور بخيتان
عمر فواز حسين
نور الدين وليد علي
اسماعيل وليد علي
عمر حامد الصخني
بهاءاحمد سليمان
من قرية الزباير
اسامه حسين عوده
محمد حمد عوده
جدعان حمد عوده
احمد حسن عوده
صفوان سليم عايد
اشرف فهد عوده
هذول الشباب خذوهم من الجسري
اسماء معتقلي اللجاه نتيجة الحملة الامنية لقوات النظام عل قرى اللجاه منذ صباح اليوم :
بسام عيد هجاج ( قيراطه)
بركات حامد ميدان( قيراطة)
احمد سعد العلي
سليمان سعد العلي
عثمان براهيم الكعيب
سليم سعود السليم
من المسميه تم اعتقالهم من قرية الرويسات
عبد الفتاح غازي رجا
حسين فهد عوض
محمد مشرف عوض
بسام عداوي عوض
محمدياسر حمد
محمد حمدمروح
طارق محمد مخمس
عبد السلام محمد مخمس
تم اعتقالهم من قرية البوير
معتقلي قرية عاسم:
عمر فزع
سلطان فزع
علي فزع
احمد فزع
محمد فزع
معتقلين قرية صور:
حمزه مشهور علي
محمد ضيف الله دابل
عبدو عايد عيفان
عماد عبدو عايد
فؤاد عبدو عايد
حمزه هايل سلطان
مسيكة
يزن خلف مرعي حسن
سعد فيصل مرعي حسن
القصر
حسن عايد المواج
هارون عايد الظامن
صور
بهاء شلاش شلاش
رامي شلاش شلاش
منصور عوده شلاش
حسن مثقال شلاش
مسيكة
فليح نواف محمد
عوده محيسن صليل
نضال عيد سبساب
وليدخضر راضي
حسام سالم عيد
معتقلين اليوم من اللجاة
حسن ضيف الله مسيكة
اعتقالات أم المياذن
وسيم العودات
أحمد العودات
مؤيد العودات
هذه القوائم الأولية التي نعيد نشرها كما وصلت في الأسبوع الأول من الاتفاق، ستتجاوز الألف وثمانمئة معتقل بعد شهر، ما أطلق حملات احتجاج شعبية واسعة. إلا أن السلطات الأمنية استجابت جزئيا لبعض الإفراجات وبقي عدد من اعتقل ممن شملهم الاتفاق قرابة 1200 مواطن.
لذا نحن أبناء التيار المدني في حوران، نشارك اليوم في النداء الموجه من أبناء المحافظة إلى كل السوريين، مذكرين من يتحدث في المقاومة والممانعة،
أن العدو الإسرائيلي دفع بعشرات ملايين الدولارات لإنجاح مشروع “حسن الجوار” الذي قاده غسان عبود بالتنسيق مع الموساد. وجرى إحباط هذا المشروع من أبناء المحافظة في وقت لم يكن للنظام أي تواجد في المنطقة.
أن أبناء درعا متنوعي الانتماء المذهبي والديني، ولكنهم متفقين على انتمائهم السوري أولا وأخيرا. ولأاننا نرفض أي احتلال أو تدخل خارجي، لا نقبل بأي تواجد إيراني مذهبي وحاقد، كما لن نقبل بأي خطوط خيانة مع الإسرائيلي..
أن المحور القطري- التركي دفع مئات الملايين من أجل وضع قدم في درعا، بشراء أشباه المقاتلين وصغار النفوس، وفشل. وتم التخلص من “حركة المثنى الإسلامية” الممولة قطريا على نمط فيلق الرحمن في الغوطة، على أيدي أحرار درعا وقد جرت تصفية من أرسلته النصرة من الشمال لإعادة بناء خلايا في الجنوب بإشراف إياد الطوباسي المُلقب بـ”أبو جليبيب الأردني” أو “أبو جليبيب المهاجر”، واثنان من مرافقيه في سوريا. والتذكير أيضا، أن من حارب داعش في مثلث الموت هم مقاتلي الفيلق الخامس وكان جنود الجيش السوري الذين لم يتمكنوا من التقدم يومها يهتفون: عاشت سوريا، عاش الجيش الحر.
منذ تسع سنوات، كان التيار الشعبي الأقوى هو تيار الدفاع عن الحل السياسي. وقد ميز الجمهور الواسع بين السلطة الأمنية والدولة السورية. إلا أن السلطات الأمنية هي التي عادت لتقمع الناس وتعتقلهم وتسرق أملاكهم وتنهبهم على حواجز الخوة التي وضعتها.
لقد حاولت السلطات الأمنية افتعال خلافات مع الأخوة في جبل العرب، فسعينا مع الوطنيين في الجبل لحلها بالحسنى والتعاون. وتوظف اليوم “صحفيين مأجورين” في إعلامها وبشكل طائفي مهين في بذاءته للحديث عن أبناء درعا كمجرمين، وتستقدم أشباه خبراء يتلقون مكافآتهم الشهرية من “حزب الله” لم يزوروا حوران في حياتهم، لبث أكاذيب عن مشروع أمريكي إسرائيلي لإقامة “إقليم مستقل”.. ناهيكم عن مرتزقة الاعتلاف الذين لا تقل كراهية أبناء درعا لهم عن كراهية أجهزة أمن النظام.. هذه الحملات المنظمة لن تثنينا عن النضال من أجل إبعاد أي قوة غير سورية عن محافظة درعا، وعدم قبول مشاركة أي مطلوب للخدمة الإلزامية في قتال إخوته السوريين، لأن دم السوري بالنسبة لنا على السوري حرام. ومهما حُرمت المحافظة من أية مساعدات من الحكومة، لن يكون لنا أي رد فعل عاطفي أو انفعالي. سندير أمورنا ونجدتنا للمحتاج فينا بأنفسنا إلى حين التقدم في الحل السياسي وفق القرار 2254، الذي قبلنا به منذ اليوم الأول كخارطة طريق لإنهاء الصراعات الدموية والتدخلات الخارجية في وطننا.
إننا نحذر السلطات الأمنية من أية مغامرة ضد أبناء المحافظة، ونقول لكل ضعاف النفوس ومرتزقة القتل والإعلام، توقفوا عن الصبيانية والمواقف الإنفعالية، لأنكم تسيئون لأنفسكم وأهلكم أكثر من إساءتكم إلى المناضلين الوطنيين في درعا
——————–
- أنظر موقع عنب بلدي المعروف تمويلا وسياسة: https://enabbaladi.net/archives/210436
الإخوان المسلمين تنعي القيادي البارز طريف السيد عيسى
ملحق
بيان من أبناء درعا الكرامة إلى إخوانهم في الوطن السوري
انطلقت الثورة من درعا في 18 آذار 2011 بشعارات واضحة مناهضة للفساد والاستبداد… من درعا أيضا ومنذ اليوم الأول انطلق شعار “واحد واحد واحد… الشعب السوري واحد”، ورغم خروج المظاهرات بعد صلاة الجمعة أو بعد جنازة شهيد، كانت كل مكونات المحافظة الدينية والمذهبية تشارك في هذا الحراك الشعبي المدني السلمي. ورغم أن 70 بالمئة من المعتقلين في الأسابيع الستة الأولى و80 بالمئة من الشهداء كانوا من أبناء حوران، ظهر التسلح والعسكرة في أماكن أخرى.
لقد تعاملت الأجهزة الأمنية بوحشية لا سياق لها مع أبناء درعا، وهي تقولها علنا حتى في أجهزة ووسائل الإعلام الرسمي، بأنه لو لا الحراك في درعا لكانت الأمور تحت السيطرة. وقد ظهر هذا الحقد الأعمى على أبناء درعا بعد المصالحات التي جرت في 2018، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقال اكثر من 1500 مناضل وكادر من أبناء المحافظة رغم أنهم جزء لا يتجزأ من الإتفاق الموقع مع الضامن الروسي. واعتقلت السلطات الأمنية شخصيات معروفة بخيارها السلمي منذ اليوم الأول.. وقامت الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع عصابات جاءت من خارج المحافظة بسرقة ممتلكات الناس والتعفيش الواسع حيثما استطاعت. وكانت تباع ممتلكات وأرزاق المواطنين في السوق في وضح النهار. وكذلك قامت الأجهزة الأمنية بتجنيد عدد من قيادات الدواعش في صفوفه مقابل رشاوي وميزات أمنية معروفة للقاصي والداني.
منذ تسع سنوات، كان التيار الشعبي الأقوى هو تيار الدفاع عن الحل السياسي. وقد ميز الجمهور الواسع بين السلطة الأمنية والدولة السورية. إلا أن السلطات الأمنية هي التي عادت لتقمع الناس وتعتقلهم وتسرق أملاكهم وتنهبهم على حواجز (الخوة) التي وضعتها.
لقد حاولت السلطات الأمنية افتعال خلافات مع الأخوة في جبل العرب، فسعينا مع الوطنيين في الجبل لحلها بالحسنى والتعاون. وتوظف اليوم “صحفيين مأجورين” في إعلامها وبشكل طائفي مهين في بذاءته للحديث عن أبناء درعا كمجرمين، وتستقدم أشباه خبراء يتلقون مكافآتهم الشهرية من “حزب الله” لم يزوروا حوران في حياتهم، لبث أكاذيب عن مشروع أمريكي إسرائيلي لإقامة “إقليم مستقل”..هذه الحملات المنظمة لن تثنينا عن النضال من أجل إبعاد أي قوة غير سورية عن محافظة درعا، وعدم قبول مشاركة أي مطلوب للخدمة الإلزامية في قتال إخوته السوريين، لأن دم السوري بالنسبة لنا على السوري حرام. ومهما حُرمت المحافظة من أية مساعدات من الحكومة، لن يكون لنا أي رد فعل عاطفي أو انفعالي.
وسنبقى مصرين على التقدم بالحل السياسي الشامل وفق القرار 2254، الذي قبلنا به منذ اليوم الأول كخارطة طريق لإنهاء الصراعات الدموية والتدخلات الخارجية في وطننا.
وكما نؤكد للجميع بأن أهل حوران هم الصخرة التي ستتحطم عليها جميع المشاريع المشبوهة التي تستهدف وحدة الشعب السوري وسلامة تراب الوطن.
إننا نحذر السلطات الأمنية من أية مغامرة ضد أبناء المحافظة، ونقول لكل ضعاف النفوس ومرتزقة القتل والإعلام، توقفوا عن الصبيانية والمواقف الإنفعالية، لأنكم تسيئون لأنفسكم وأهلكم أكثر من إساءتكم إلى المناضلين الوطنيين في درعا.
الموقعون عليه :
الشيخ ناصر الحريري
اللواء محمد الحاج علي
العميد عبد الله الحريري
العميد ابراهيم الجباوي
المستشار القانوني الاستاذ/ محمد الحريري
الإستاذ عصام المحاميد
المستشار حسن حريري
المهندس وليد الزعبي
الدكتور خالد المحاميد
الدوبلوماسي بشار الحاج علي
الإستاذ محمد الهويدي
الشيخ عبد الوهاب المحاميد
الدكتور سهيل قداح
المهندس بديع ابو حلاوة
الدكتور احمد الزعبي
المحامي عدنان المسالمة
الدكتور زياد المحاميد
الإستاذ حسان الأسود
مع الاعتذار لمئات التواقيع التي وصلتنا