“بالنسبة لي، لم يساورني الشك قطعيا في أن المرحلة المعاشة منذ أن وضعت قدمي في أوربة إلى حين إرسالي إلى إمرالي قد تحققت كلها بتحالف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي، كما لم أشك في أن الدور المفصّل لجمهورية تركيا هو حراسة السجن فحسب”… (عبد الله أوجلان)
الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية أو منظمة للدفاع عن حقوق الشعوب، لم نتوقف عن تكرار ذلك للمقاتلين القادمين من جبال قنديل الذين اعتبروا العمل تحت مظلة القوات الأمريكية نصرا استراتيجيا يجعل من القوة الأعظم في العالم داعمة للقضية الأوجلانية. ولكن كما يقال، لقد أسمعت إذ ناديت حيا… فالقادم من قنديل الذي كان يحلم بلقاء نائب في الإتحاد الأوربي من أجل الإفراج عن “القائد”، أصبح يجلس مع جنرالات البنتاغون ليملي عليه إدارة العمليات في الرقة وشرقي الفرات.
في وضح النهار، باشر الجيش التركي ابتلاع أول “كانتون” في الإدارة الذاتية، لم يكن للأمريكي أي موقف حتى ناقد لهذه العملية. وتحدثنا مع “الرفاق”، فقالوا “هذه خيانة روسية، الأمريكي حليفنا وسيضمن لنا السيطرة على شرقي الفرات”. قلنا لهم: لا صديق وحليف للسوري الكوردي إلا السوري. فاستمروا في سياسة التبعية للأمريكي. بتغريدة وضع ترامب حدا لوجوده، فاستنفر شباب قنديل باتجاه اللوبي الموالي لإسرائيل للضغط على ترامب لإبقاء قواته. وكيف ننسى في حين جلست إلهام أحمد، إبنة قنديل، في فندق ترامب تستجدي (نظرة إلينا.. عطفا علينا)، من دونالد ترامب الذي قرر سحب قواته من سوريا… وكيف أصبحت مهمة مظلوم الاستنجاد بالظالم والترجي عند ضباط القواعد الأمريكية لبقاء “القوات الإمبريالية” في سوريا، نظر ترامب في الفاتورة فطلب من دول الخليج أن تدفع، مشاكل الخليجيين إلى فوق رأسهم فقالوا سندعم قسد إعلاميا. والحقيقة صدقوا القول وصار “الجنرال مظلوم” يستقبل في العربية في لقاءات تشبه تلك مع الجنرال حفتر. ولكن الأمريكي لم ير ذلك في الفاتورة، طلب اللوبي الإسرائيلي استثمار النفط السوري (القصد سرقته)، فقبل ترامب بالغنيمة وجلست قواته حول آبار النفط يحيط بها حزام أمني من قسد مقابل استمرار دفع المرتبات للشباب. وكون الإبتزاز وسيلة من وسائل الهيمنة الأمريكية، تضطر إلهام أحمد لتقديم وكالة بتصدير النفط في مناطق سيطرة قسد لرجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي موتي كاهانا، ضمن سياسة “لن تجدوا حليفا أفضل منا”. (أنكرت مسد حقيقة رسالة التفويض، فعاد موتي كاهانا وكذّب مسد على وسائل الإعلام الإسرائيلية)! ويستقبل رمز اللوبي الإسرائيلي في أوربة برنار هنري ليفي ثلاثي قنديل (فرحات عبدي شاهين أو مظلوم كوباني، ريدور خليل ونوري محمود) في مكان ما قبل يومين.
سياسات فريق قنديل شردت الكورد في عفرين وأعطت أردوغان تأييدا دوليا لإقامة منطقة آمنة لأكبر عملية تهجير سكاني شرقي الفرات. وهذا الفريق مستمر في سياساته المدمرة مقابل البقاء قوة عسكرية فوق رقاب الجميع، بغض النظر عن أوضاع السوريين كوردا وسريانا وعربا وتركمان إلخ.
في الحملة التي يقوم بها برنار هنري ليفي وجان لوب بونامي في الإعلام الفرنسي من أجل إرسال قوات أوربية إلى شرقي الفرات على نمط القوة التي أرسلها جاك شيراك للبوسنة، كيف يتم تقديمنا كشعب كردي؟ لنقرأ ما جاء حرفيا في إحدى هذه المقالات:
“مثل الطوارق في الساحل ، والسيخ في الهند ، و Gurkhas في نيبال ، والهمونغ في آسيا (الذين ساعدوا الفرنسيين خلال حرب الهندو صينية) ، الأكراد هم ما يطلق عليه المستعمر البريطاني “العرق المحارب”. يعني شعبًا (غالبًا ما يكون في الجبل أو الصحراء) تتجه ثقافته نحو الحرب. ومع ذلك، هذه الطاقة القتالية، الأكراد يحشدونها بنجاح ضد الإسلاميين. التخلي عن الأكراد هو خيانة أولئك الذين قاتلوا بفعالية ضد داعش أمس والذين، حتى الغد، قد يكونون حصنًا ثميناً لنا.”.
(https://www.lepoint.fr/debats/erdogan-l-erreur-d-eric-zemmour-22-11-2019-2349032_2.php)
مقارنة الشعب الكوردي بالمرتزقة الهامونغ الذين وقفوا مع الاستعمار الفرنسي في الحروب الهندو صينية وفييتنام أو الحركيين الذين وقفوا مع الاستعمار الفرنسي للجزائر إهانة لكل كوردي وكل سوري، ومن المهين لنا أن يقف البائس المظلوم وأركان الوحدات معه، مع هؤلاء في معسكر واحد… أو أن يتكفلوا بحماية القوات الأمريكية من السوريين المطالبين بأن يكون بترول السوري للسوري..
لذا نتوجه إلى جماعة قنديل بالقول: “عودوا إلى قنديل”، لأن سوريا الوطن والمواطن ستكون بلدا سيدا لا مكان فيه للمرتزقة، كوردا وعرب وتركمان، سواء كان ارتزاقهم للعثماني الجديد أو للأمريكي أو الإيراني أو الروسي…
آشور آزادي