بدها صفنة:
هناك حقيقة رئيسة، لا يمكن أن تغيب عن الأبصار، تقول بأن الوضع اليوم في سوريا يختلف عن السابق، حيث تعيش البلاد أزمة حقيقية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما أن المجتمع السوري منقسم ومتعدد الاتجاهات. ويمكن التأكيد بكل ثقة بأنه لن تجري أية انتخابات رئاسية جديدة في المستقبل، مثلما كان الحال في السابق لتحقق نسب نجاح عالية لأي مرشح كان، حتى ولو كان الرئيس (بشار الأسد) هناك، يحظى النظام الحالي بتأييد ما يعادل نسبة 20% من الشعب السوري، أما الغالبية والتي تشكل نسبة 50% منه، فهي تريد تغييراً جذرياً في المنظومة الحالية. وبالنسبة للبقية التي تشكل 30% من الشعب، فهي من غير المبالين وغير المعنيين بالأمر نهائياً، ولا تريد سوى لقمة العيش، مع انعدام أي طموح لديها.
هذه هي الصورة الواقعية كما أراها، ويراها كل ذي بصيرة، وهناك مطلب أساسي من النظام بأن يقوم مع بدء عمل اللجنة المصغرة باتخاذ خطوات تعبر عن مسؤوليته، وتعكس اهتمامه الكبير بإحلال أجواء المصالحة الوطنية، وذلك عن طريق إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والعفو عن المقاتلين الذين سلموا سلاحهم، تلبية لاتفاق المصالحة، تحت إشراف (مجموعة أستانا)، ووقف عمليات التصفية التي ما زالت تمارسها بعض الأجهزة الأمنية للمسلحين الذين تجاوبوا لنداء المصالحة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتكرر بعد اليوم حالات وفاة الموقوفين في السجون، مثلما حدث للشاب (إسماعيل محمد المقبل) الذي فقد حياته وهو في ريعان شبابه.
إذ يجب الاعتراف بأن كل الذين غادروا الحياة خلال الأزمة السورية على مدى السنوات العشر الأخيرة، سواء من الجيش السوري، أو من المعارضة أو في السجون، وحتى المفقودين، هم كلهم مناضلون قدموا حياتهم في سبيل التغيير والانتقال إلى نظام جديد، يتجاوب مع طموحات وآمال الغالبية العظمى من الشعب السوري، بل وينضم إليهم أيضاً كل من ساهم في محاربة الإرهاب الدولي، وكل من سقط شهيداً من أجل تحرير سوريا وحماية ترابها المقدس ووحدة أراضيها.
الكاتب السياسي رامي الشاعر