بومبيو وجيفري… قليل من الحشمة يمنح قليلا من الإحترام
في منظومة عصرنا، عندما تكون قويا، قوة عظمى أو صغرى لا يهم، فلديك الإذن بارتكاب ما يسمى باللغة الدبلوماسية ما هو غير لائق، بلغة المثقفين الحماقات، وبلغة المخيمات السورية الجحشنات.
يأتيك موظف من الدرجة الثالثة، بمعنى الخبرة، ومن الدرجة السابعة بمعنى وهم العبقرية، فيخرج عليك بموقف “رصين” يتناوله “المحللون” بعمق، لنرى ما يسميه علاء آل رشي”الإستحمار” قمة للحكمة والصرامة… في مسلسل أمريكي عن “الدولة العميقة”، يقول أحد مدربي المنتسبين الجدد لوكالة الإستخبارات الأمريكية: “في السياسة والأمن، عليك أن تلعب كل الأوراق، غير مسموح بأن تلعب البوكر لأن البوكر فيه احتمال خسارة وربح، عندما تلعب كل الأوراق، ستربح بالتأكيد”.
السفير جيفرسون، رغم كل جهود المظهر الجاد والعارف يعرف كل هذه الدروس، ومعلمه المباشر، مدير المخابرات المركزية الأمريكية بومبيو، هو على حد ثقافتنا المتواضعة، أول وزير خارجية من أصل إيطالي، أي يحمل فيروس المافيا وهوليود معا. المصيبة أن قسد بحاجة لرضاهما فهي تصمت عن كل الحماقات، ودول الخليج مضطرة لأن تخضع لإملاءاتهما خوفا من جنوحات “الحرس الثوري”(ثوري من الثيران وليس من الثورة). وحكومة أردوغان تتعيش من حماقاتهم إلخ.
لقد قررا إسقاط النظام السوري بإسقاط سعر الليرة السورية، وإرضاء التركي بمنطقة أمنية، ومباركة غوتيرس في لجنته الدستورية، والتذكير بنفس الوقت أنهم يحتفظون بحق الرد على استعمال الأسلحة الكيمياوية… والمحطات التلفزيونية الطائعة تتحدث عن مواقف صارمة، وإمدادات عسكرية جديدة “مدفوعة الثمن”، وباتريوت لحماية غربي الخليج، وبضع عربات عسكرية وألفي مرتزق أمريكي لحماية شرقي الفرات إلخ إلخ…. طبعا لكي تؤخذ التصريحات الأمريكية على محمل الجد، يحتاج الأمر دعما من اللجان المصغرة واجتماعات الوزراء المكبرة و”حلف بغداد” في صفقة مشفرة، وبعض التغريدات الترامبية.
بقي أن هناك بعض المشاغبين السوريين، الذين لا تنطوي عليهم هذه المسرحيات.. نختار اليوم منها تصريحا لرامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان دون أي تعديل:
“شيء مضحك أن تخرج وزارة الخارجية الأمريكية بتبني رواية تنظيم القاعدة أو ما يعرف بجبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، الهجوم الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة هو فقط صدر عن الهيئة الإعلامية في جبهة النصرة التي تحدثت عن هجوم بغاز الكلور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ولم يتسبب بأي اصابات في منطقة كبانة ،هذه المنطقة الوعرة والتي لايوجد فيها مدنيين، لا نعلم كيف وثقت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الهجوم، والنظام السوري استخدم عشرات المرات الأسلحة الكيميائية ولكن لم يستخدمه هذه المرة، وكيف تتبنى دولة عظمى رواية تنظيم القاعدة دون أن يكون هناك أي اصابات، والنظام بذات الوقت ارتكب مجازر بحق المدنيين وهجر مئات الألوف في تلك المنطقة وهناك المزيد من الضحايا وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكب من قبل نظام بشار الأسد ومن الروس ومنذ ال30 من شهر نيسان حتى اللحظة لاتزال العملية مستمرة بقوة وتقتل المدنيين بشكل كبير جدا, أما ما يحدث في كفرنبودة هي محاولة واستماته لاستعادة السيطرة عليها من قبل قوات النظام بعد خسارتها على يد فصائل جهادية وسورية معارضة، وليس فقط هيئة تحرير الشام فهناك فصائل أخرى كجيش العزة وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير تشارك في هذه العملية و حتى اللحظة النظام فشل من استعادة السيطرة أو التقدم داخل كفرنبودة، وبذات الوقت طائرات النظام انتقمت من تقدم الفصائل في بلدة كفرنبودة بتنفيذ مجزرة بمعرة النعمان راح ضحيتها 12 شخصاً وقصف على سراقب راح ضحيته 4 شهداء مدنيين”… 22 مايو,2019 http://www.syriahr.com/?p=322414
للخارجية الأمريكية وطائعيها نقول: قليل من الحشمة، فالرائحة الكريهة لا تصنع عطرا مقبولا…
سالم الإدلبي