العِشق وسنوات الرصاص
وَقَعَت الدُّموعُ مِن عَرَبَاتِ القِطارِ
وَالمَوْجُ فَقَدَ قُدْرَتَهُ عَلى الكَلامِ
لَم يَعُدْ لأبجدِيَّةِ البَحْرِ نَشيدٌ إِلا الكُوليرا
أرْجُوكَ أيُّها النِّسيانُ
اقْتُلْ طَيْفَ النِّساءِ في ذَاكرةِ أشلائي كَي أستطيعَ النَّوْمَ
إنَّ الأمواتَ يَنتظِرُونني في الصَّباحِ
أركضُ إلى ضَريحي في لَيالي الشِّتاءِ
ولا شَيْءَ يُضِيءُ شَراييني المُعْتِمَةَ سِوى وُجوهِ الغُرَبَاءِ
أيُّها الخَوْخُ الذي يَنْمُو في ثُقوبِ رِئتي
أيُّها النَّمْلُ الذي يَخْرُجُ مِن شُقوقِ جِلْدي
مَن أنا ؟
هُوِيَّتي الشَّخصيةُ هِيَ مِقْصَلَتي
وَجِنْسِيَّتي هِيَ أعشابُ المقابرِ
فَلا تَكْرَهْني يا أبي
هَرَبَ الجنودُ مِنَ المعركةِ
كَي يَكْتُبوا دُستورَ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ
والعَاطِلُونَ عَنِ العَمَلِ يَكْتُبُونَ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ لِبَناتِ آوَى
والمساءُ يُذَوِّبُ الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ في عَصيرِ البُرتقالِ
إِذا كانَ هَذا الحُبُّ القَاتِلُ هُوَ حَياتي
فَمَتَى أعِيشُ يا تِلالًا وَلَدَتْني وَوَأَدَتْني ؟
لَم يَعُدْ في المدينةِ بَشَرٌ كَي يُقْتَلُوا
فَمَا مَعْنَى أن يَحِنَّ النَّهْرُ إلى أرْمَلَتِهِ ؟
كُلُّنا فَرائِسُ لِوَحْشٍ غَامِضٍ يُولَدُ فِينَا
والمَزْهَرِيَّاتُ مُسْتَوْدَعٌ لِدُموعِ النِّساءِ في المساءِ السَّحيقِ
والمرايا صَوْمَعَةٌ لأسرارِ القَتْلَى في لَيالي الخريفِ
تُحَدِّدُ السَّناجبُ مَوْعِدَ شَنْقِ الأشجارِ
وَلَم تَعُدْ في أجفاني نَوَارِسُ
لأنَّ رَمْلَ البَحْرِ عَلى فِرَاشِ الموْتِ
وصَوْتُ النِّساءِ البَاكياتِ حَوْلَ جُثةِ القَتيلِ
يَكْسِرُ ذَاكرةَ العصافيرِ السَّجينةِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ
فَمَا فَائِدَةُ النَّظاراتِ الشَّمْسِيَّةِ وشَمْسُ القُلوبِ غَابَتْ ؟
مَا فائدةُ أسوارِ المقبرةِ والسَّنابلُ في شَراييني مَاتَتْ ؟ .
إبراهيم أبو عواد / شاعر من الأردن