المتمسلم هو الذي يغطي نفسه بعباءة الدين الإسلامي لكي يضفي على عنصريته وتعصبه واستئثاره وانغلاقه وضيق أفقه ونقمته على الآخرين صفة دينية إنه ليس مسلما وإنما يستعمل الدين لنفث أحقاده وبغضائه للآخرين الذين لا يتفقون معه سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. والمتمسلمون هم الذين قادوا المسلمين نحو التخلف والجهل وصغر العقل والابتعاد عن التعاليم الدينية الإسلامية التي تمجد العقل والفكر والعلم والعمل النافع للناس جميعا. وهم الذين يسيئون للدين الإسلامي والمسلمين ويشدونهم دائما إلى الوراء على مختلف المستويات الحضارية. وإذا كان على الساحة الإسلامية من يجاريهم في جرائمهم ضد الناس فهم حكام العرب والمسلمين الذين يمتهنون الظلم والقهر ويختبئون بآيات قرآنية تبرر لهم استئثارهم بالثروات واستعبادهم للناس وتطويع رقابهم للأعداء. حكام العرب والمسلمين لا يقلون سطوة وسفاهة عن المتمسلمين، وهم الذين ظلموا وقهروا وقمعوا حتى لم يعد لدى جمهور الناس قدرة على تحمل المزيد من القهر والعذاب. لكن الفرق بين الفريقين أن المتمسلم يبحث عن جنة في الآخرة تتزاحم فيه الحور العين، والحاكم يحرص على عرش في الدنيا.
الدكتور عبد الستار قاسم