كتبت الصحفية التركية صوفيا خوجاباشي:”بداية وانطلاقاً مما فجّره أحد المعارضين من مقاربات غير منطقية وعبثية وخاطئة (مقاربة الضيوف والمضيف)، يمكن القول إنه سلط الضوء، بما كتبه، بشكل واضح ومباشر، لا لبس فيه، على أزمة بعض الشخصيات السياسية المحسوبة على الثورة السورية من “ائتلاف” ومجالس إسلامية، ومجلس الجالية السورية ومنابر الجمعيات.. وغيرها من الكيانات التي خدع بعضها السوريين سنوات، ونصّبت نفسها زوراً حامية للمشهد الثوري، ولساناً لحال هؤلاء المساكين.. كان الأوْلى له أن يكون مقطوعاً منذ السنة الأولى للثورة، كما سهّل علينا، إلى درجة كبيرة، فهم المنطلقات والمبادئ التي تحكم هذه الثلة.. وتنطلق انعكاساً لها تصرّفاتهم وخطاباتهم الفجّة والمتعالية والمنفصمة عن الواقع.
خطابات استعلائية قائمة على مبدأ “نحن النخبة وأنتم الرعاع”، يتم تقديمها مادة دسمة لزيادة الطين بلة. بدل السعي إلى حل المشكلة، وتبريد نار الأزمة، لتطفو على السطح أزمة ليست جديدة، لكنها متفاقمة لثلة أدعياء، يقال عنهم، بكل أسف، إنهم نخب سورية.
مكنون نفسيّ متعالٍ، وشخصيات ترى الكارثة من منظور ضيق وبسطحية عمياء. وأسهل ما يمكن أن يفعله هؤلاء التنصل من المسؤولية برمي الأخطاء على الآخرين، وإن كانت موجودة! ولكن لا يكون الحديث عنها مناسبا عند وقوع الكارثة.
جزء من كارثة السوريين في بعض نخبهم وقياداتهم. نخب مترهلة، فارغة من كل نفع، سياسي أو ديني أو ثقافي أو تعليمي أو تنظيمي. بلاء مضاف إلى بلاءات الشعب السوري. أفرزت خساراتٍ متتالية، ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل أيضا على صعد إنسانية واجتماعية، وهي خساراتٌ، لو يعلم بعضهم، أشد وطأة من خسارة حرب أو جولة أو ثورة، خسارة تستهدف جوهر النسيج الاجتماعي، وضربة قاصمة في عمق الجراح السورية.”
عرض لوقائع يعرفها السوريون، ولكن ينقصه السؤال: “من فبركها ومولها ونصبها يا صوفيا” ؟