“لا يمكن للسلام أن يقوم فعلا، وهو بالتعريف إمكانية أن يجتمع الجلاد والضحية في مكان واحد، إن لم يتفقا على الأقل على نقطة واحدة، هي في الوقت نفسه نقطة البداية الضرورية سياسيا: تسمية الجريمة بما هي كذلك وتعيينها أي تصنيفها. ليست التسمية فعلا مجانيا من غير معنى أو طائل، ويتعدى فعل التسمية في هذه الحالة الخاصة التعريف بالكلمات، ليطال أولا الإتفاق على جغرافيا الحدث وتخومه وتفصيلاته المتعينة. وإذ يتعذر السلام من غير ذاكرة تاريخية تنصب على الحدث وتعيد دمجه في الوعي الحاضر، فذلك لأن “وظيفة الذاكرة هي بناء المسؤولية؛ وحيث تنتفي المسؤولية تنتفي الإنسانية، وتنتفي الحرية”…
محمد حافظ يعقوب، بيان ضد الأبارتايد، اللاجئون الفلسطينيون والسلام، 2000/ص 110