هناك كثير من الدراسات توضح أن العقوبات الاقتصادية لم تؤدّ إلى تغيير أنظمة، بل إلى تحجّرها وإنهاك المجتمعات كي تتفسّخ. العقوبات الاقتصادية على العراق هي التي أدّت إلى تفسخ المجتمع العراقي، وجعلها يرغب بالتحالف مع “الشيطان” حتّى يخرج من الأزمة، ليتفجّر داخلياً بعد ذلك. والعقوبات الاقتصادية الشاملة التي تفرض على سوريا اليوم (على صادرات النفط أو المصرف المركزي، إلخ) لها نفس المنحى. منطق أن تتدخّل دول أجنبية في ثورات داخلية، حتّى عبر العقوبات، هو منطق غريب. كأن تطلب ثورة 1848 أو كومونة باريس مساعدة ألمانيا ضدّ السلطة القائمة في فرنسا حينها؛ وكأن تفرض سوريا حصاراً على لبنان لفرض نجاح فريق سياسي.
سمير عيطة، صحيفة النهار، مطلع أيلول 2011