خلي نصائح غليون عندكم

رسالة من مناضل سوداني

الأخوة في هيئة التحرير

والله يا جماعة إحنا الشعب السوداني بنحب سوريا والشعب السوري. ويكفي زيارة الخرطوم لتلاحظوا أن السوري في السودان مكرم أكثر من أهل البلد عرفانا بمحبتنا لكم. لكن عندكم كم زول يكرهوا الشيطان فيهم.. واحد منهم هذا المفلسف برهان غليون، اللي يقدموه أكاديمي ومفكر، يا جماعة خليه يفكر عندكم ويبعد عنا. إحنا في السودان ثورة شعبية سلمية للتغيير الحقيقي وليس على طريقة بتوع الخليج حمدين ومحمدين وبدين البحرين. ثورة ترفض التدخل الخارجي في شؤون بلادنا. ووضحنا منذ أول يناير 2019 في بيان واضح أرفقه لكم أهدافنا. ثلاث أسابيع من النضال في سقف هذه الأهداف ليطلع لنا منظركم يعطينا دروس ما علينا أن نفعل بربكم إقراؤوا حماقات الأكاديمي (على فكرة أنا دورت على انتاج واحد لما يسمى مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في باريس ما وجدت بحث واحد أو دراسة أو لقاء فكري للمركز في ربع قرن كان مديره).. السيد المفكر كتب ونشر على عدة مواقع مقال بعنوان “الانتفاضة السودانية ومصير الثورات العربية” يقول فيها:“اقترحت على البشير أن يأخذ هو نفسه المبادرة، ويعمل على تنظيم مؤتمرٍ لأركان المجتمع السوداني، المدني والسياسي، يضم قادة الأحزاب والنقابات والمثقفين السودانيين المرموقين، للإعداد لهذا الانتقال، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ومشاركة جميع القوى المنظمة السودانية المسؤولية في رسم مستقبل السودان، وقطع الطريق على المنازعات والمنافسات السياسية واستغلال الانتفاضة لمصالح خاصة هنا وهناك. وفي اعتقادي أن لدى السودان وحده مثل هذه الفرصة الآن، بعد أن تعلّم من تجارب العرب الأخرى، وفي غياب حساباتٍ معلقةٍ طائفية، أو أقوامية، تشوش على طبيعة المعركة السياسية الواضحة”.
وأضاف: “بتسامحه، وتعدّديته الإثنية والثقافية، وتنوع موارده الفكرية والدينية، وهويته المتفرّدة على تقاطع أفريقيا والعالم العربي، يقدم السودان فرصةً لا تعوّض لتغيير مسار الانتفاضات العربية، ووضع الخطوة الأولى على طريقٍ جديدٍ يكسر حلقة تعاقب الفوضى والانقلابات العسكرية. وهذا لا يتوقف على جمهور الثورة الذي لا مصلحة له في إطالة أمد المعاناة، ولا في السقوط في الفوضى أو الحرب الأهلية، وإنما على النخبة الحاكمة، وعلى عمر حسن البشير الذي يملك وحده إمكانية وضع حد لانزلاق السودان، أو دحرجته نحو الفوضى. ويستطيع أن يراهن في ذلك على مجتمع سياسي ومدني أظهر، على الرغم من مكامن ضعفه العديدة، حدّا أكبر من التعاون وروح المسؤولية والتسوية السياسية مما شهدته النخب السياسية والمدنية في ثورات الربيع العربي السابقة. لكن هل يملك البشير الشجاعة السياسية والأدبية الكافية، ليفتح طريق الديمقراطية، ويشجع خصومه أيضا السير في الطريق ذاتها؟ هذا هو السؤال والتحدّي معا.

يا جماعة خلي نصائح غليون عندكم، إحنا شلنا صاحبه وخلصنا من أول عقبة، والثانية نشيل مؤسسته العسكرية من حياة الناس حتى تقوم بعملها في حماية البلاد. إحنا من أول يوم كنا مقتنعين بأن تنحي البشير ونظامه هو الهدف الأول للخلاص من نظام الإنقاذ الشمولي، وسنتابع نضالنا بدون عنف ولا تدخل خارجي ولا مناطقيات.. مش زي غليون ومجلسه وأمثاله، الذين تورطوا بالعنف واستجلبوا التدخل الخارجي بل توسلوا له.. العنف عطاهم النصرة وداعش وميليشيات الحرس الثوري وميليشيات أوجلان، والتدخل الخارجي حوّل سوريا الحبيبة لمستعمرات..

أرجو أن تتحلوا بالأمانة في احترام الرأي الآخر وتنشروا رسالتي كما هي وأن تنشروا معها “إعلان الحرية والتغيير في السودان”، الذي يتألم شعبه لمصابكم ويقف معكم من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا.

أخوكم ميهوب محمد

إجازة في الآداب من جامعة دمشق، عضو في تجمع المهنيين السودانيين

إعلان الحرية والتغيير في السودان

نحن شعب السودان في المدن والقرى، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ووسطاً، بكافة قوانا الشعبية والسياسية والاجتماعية والنقابية والمدنية وأصحاب المطالب، نؤكد عبر هذا الإعلان إننا لن نتوقف عن استخدام كافة أساليب النضال السلمي حتى يتم الخلاص من نظام الإنقاذ الشمولي وتحقيق الأهداف التالية:

أولاً: التنحي الفوري للبشير ونظامه من حكم البلاد دون قيد أو شرط.

ثانياً: تشكيل حكومة انتقالية قومية من كفاءات وطنية بتوافق جميع أطياف الشعب السوداني تحكم لأربع سنوات وتضطلع بالمهام التالية:

١- وقف الحرب بمخاطبة جذور المشكلة السودانية ومعالجة آثارها بما في ذلك إعادة النازحين واللاجئين طوعاً إلى مواطنهم الأصلية وتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً و ناجزاً ومعالجة مشكلة الاراضي مع المحافظة على الحواكير التاريخية.

٢- وقف التدهور الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين في كل المجالات المعيشية.

٣- عمل ترتيبات أمنية نهائية مكملة لاتفاق سلام عادل و شامل.

٤- الإشراف على تدابير الفترة الانتقالية وعملية الانتقال من نظام شمولي يتحكم فيه حزب واحد إلى نظام تعددي يختار فيه الشعب ممثليه، مع إعادة هيكلة الخدمة المدنية والعسكرية (النظامية) بصورة تعكس استقلاليتها وقوميتها وعدالة توزيع الفرص فيها دون المساس بشروط الأهلية والكفاءة.

٥- إعادة بناء وتطوير المنظومة الحقوقية والعدلية، وضمان استقلال القضاء وسيادة القانون.

٦- العمل على تمكين المرأة السودانية ومحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد التي تتعرض لها.

٧- تحسين علاقات السودان الخارجية وبناؤها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة والبعد عن المحاور مع إيلاء أهمية خاصة للعلاقة مع أشقائنا في دولة جنوب السودان.

٨- التزام الدولة بدورها في الدعم الاجتماعي وتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال سياسات دعم الصحة والتعليم والإسكان مع ضمان حماية البيئة ومستقبل الأجيال.

٩- إقامة مؤتمر دستوري شامل لحسم كل القضايا القومية وتكوين اللجنة القومية للدستور.

ثالثاً: وقف كافة الانتهاكات ضد الحق فى الحياة فوراً، وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وتقديم الجناة في حق الشعب السوداني لمحاكمة عادلة وفقاً للمواثيق والقوانين الوطنية والدولية.

  • بالتوقيع على هذا الإعلان الذي تظل بنوده مفتوحة للإضافة، خاصة فيما يتعلق بمهام الحكومة الانتقالية وذلك لاستيعاب جميع هموم وطموحات الشعب السوداني والذي سيتم فيه أيضاً المزيد من التفصيل باستصحاب كافة المواثيق والاتفاقات الموقعة سابقاً من قبل الكتل والأحزاب السياسية المعارضة؛ نؤكد إننا سنظل بالشوارع متمسكين بكافة أشكال النضال السلمي إلى أن تتحقق مطالبنا، وندعو إخواننا و أبناءنا في كافة القوات النظامية للانحياز إلى جانب الشعب ومصلحة الوطن والمواطن وعدم التعرض للمواطنين العزل بالقتل والتنكيل لحماية البشير ونظامه الذي سقط فعلياً أمام إرادة الجماهير الباسلة.

الخرطوم – ١ يناير ٢٠١٩م

——————————————-

بعد أن تأكد لنا مقال غليون المشار إليه في عدة مواقع أولها “العربي الجديد”، ننشر الرسالة كما هي ، ومن حق برهان غليون الرد أو التوضيح

Scroll to Top