لماذا كركدن

في البدء كانت الكلمة

ثم خط قدامى السوريين أول أبجدية

ثم اخترع الأوربيون المطبعة

وبعدها ابتدع الأمريكيون الشبكة العنكبوتية

ظنها البعض وسيلة من وسائل دمقرطة المعرفة، لكن المال والسلطان أمسكا برقبتها تاركين متنفسا ضيقا لمافيات الجنس والمخدرات والأعلام السوداء والفاشيات الجديدة والقديمة يرقصون فيها على أنغام الموت والعنف والكراهية وتخدير الوعي

وعاد السؤال يطرح نفسه علينا في كل يوم

هل يمكن اختراق هذه الغابة المتوحشة بأغاني الحرية والكرامة

هل يمكن للأحرار الغناء في ظلمة الليل

هل يمكن سماع الصرخات الخرساء وهي تتصاعد من أوطان المعذبين في الأرض في فضاءات جرى احتلال معظمها من خدمة الطغيان العالمي والمحلي السائد؟

هل بالإمكان فضح نعيق الغربان السوداء وهي تحلق فوق دمائنا ومنازلنا المهدمة؟

لقد تعبت نواقيس الخطر من الآذان الصماء

سنعزف على ألحان أبجديتنا الجديدة في ظلمة الليل فالحرية تستمع لنا

لم يعد من خيار لنا سوى ثورة الكلمات والأفكار غير القابلة للاحتواء من أشباه الثوريين أو المستعمرين الجدد أو عبائم الجراد الأسود…

علينا أن نجعل العار أشد شينا وقبحا بنشره على الملأ وازدراء كل من أدخل الرأي والكلمة في سوق البورصة السياسية والمالية

وأن نعيد للقيم الإنسانية مكانتها باعتبارها الفيصل بين مجتمع الغاب ومجتمع الإنسان

نعرف أننا لسنا لوحدنا، وواجب الأحرار أن يعرفوا أن “الكركدن” هي صوت كل متمرد على عملية تدنيس الوعي التي تعود بنا إلى أكثر الدوافع الغريزية البدائية عند البشر…

                                                              هيئة التحرير

Scroll to Top