ليست مجرد كلمات ولا هي صفصفة حروف بل أنها نسمة وجع من قلب موجوع فتحنا لها نافذة من بين نوافذنا التي تطل على الحرية المنشودة … لوسيم وللكثير من الشباب الذين كسرت الحرب أحلامهم وصادرت أقلامهم نقول أن الأمل لا زال موجود …..
. هيئة التحرير
ولكن للأسف الكل تجاهل أوجاعي القوية
كنت أبحث عن القليل من التفاؤل
كنت أريد القليل من الحب
أريد أن يكون الله محبة والناس أحبة
لكن كل شيء كان هراء
في زمن الخضر والأولياء
كانوا يقولون ارجع لله
كيف أرجع؟ ومتى ابتعدت عنه لأعود
بل هل استطيع الرجوع إلى الرجوع
ومتى استطيع الرجوع
وكيف تكون الإجراءات النفسية والروحية لهكذا رجوع؟
وأين تتم إجراءات الرجوع في بيت أولياء الله أم في بيتي
و السؤال الأهم:
هل سيقبلني الله بعد أن حوّله بعض القوم إلى قاطع طريق وقاطع رؤوس
لا أعرف؟ ثم هل أتضرع للرجوع بالصلاة والخشوع
أم بالتهجد والاعتكاف؟
وقد جرت مصادرة الرحمن الرحيم بآية السيف وأفيون السلطان
واختزل في سوق السبايا والتحرش بالغلمان والوعد بالحور الحسان
وإن لم تفهم هذه اللغة فأنت كافر ملحد ماسوني نجس وديوث وعاهر
من لم يحكم بما أنزل ابن تيمية فهو من الكافرين
ألم يقل ذلك مشايخ الجهاديين
الذين توافدوا من أصقاع الأرض نجدة للمظلومين !!!
أحضروا لنا الإيغور من الطائفة المنصورة والهازار من بلاد الأفغان
ألم يخطر على بال المغرر بهم أن الحور العين ستنتحر قبل اغتصابها
من مبعوثي المحيسني والبغدادي والسليماني…وغيرهم من الدجالين؟
يا رب قرآنك أقرأ وأناجيل المحبة أرتل، لقد سرقوا رحمتك فخلّصنا من المجرمين؟
حتى أتمكن من إكمال قصتي
يتبع…..
لعلكم تجدون فائدة في أوجاعي
فلا تقعوا ضحيتها وتسقطون في شباكها
لأنها شباك موت من نوع خاص
موت يتكرر كل يوم و كل ساعه
ليس موتاً عادياً أو روتينياُ ذاك الذي يقع بلمحة بصر
و لا هو شكل من أشكال خروج الروح من الجسد
إنما، هو البقاء أحياء بلا روح مجرد جثث متحركة
صامتة لا تقوى على الكلام
جثث لا تعرف شيء لا تشعر بشيء و لا تتكلم بشيء
ومع كل هذا سأجعل من قصتي طوق نجاة
لأجسادكم و مصباحا ينير عقولكم
لكي لا تغرقوا كما غرقت قريتي
سأكتب هذه الأسطر لكم ثم سأموت
لأنهم يعشقون قتل الحقيقة وقتل من يتلفظ بها
ويتلذذون بالعيش على أحزانكم وأوجاعكم وآهاتكم
سأبوح بكل أسراري وأدون ما يجول في خاطري
فيا أيها الموت ابتعد عني في هذه اللحظات المفصلية
ويا أيها السمائيون ابتعدوا ولا تقتربوا مني
لا تنظروا إلى باب غرفتي أو إلى عداد عمري
اتركوني برهة من الوقت لأن هناك من يتربص بي
قوانين كتابي ليست معقدة وأدوات شرحه
هي قوانين مجربة علمية و عقلية و أخلاقية و نفسية
مشكلتي بالأساس نفسية
وقد حاولت الهروب بالطرق البدائية
جربت السحر و الشعوذة
وزرت كهنة المعابد كافة
قرأت الكتب الفلسفية
حاورت العقول الباطنية حولي وفي داخلي
وكل الناس من حولي
شابات و شبان و ولدان وشياب
طبقت قوانين أرسطو و سقراط
و راجعت لديكارت و كانط
حقيقة وهمية
بل رواية خرافية
لم ترد حتى في المكتبات الشيطانية
لا أظنها بشرية
وربما صح تسميتها
بالخرافات المنسية
حتى عند القبائل الإستوائية
أما عند إعلام العربان
فلا يتعدى الأمر مشاكل داخلية
وأزمات جيو ستراتيجية
وتدخلات خارجية
أخبرني الحكيم أن أصولها نفسية
معقدة وسيكوباثولوجية
قلت له لا تعقد الأمر، فهي استرجاع باطني
لقصص الأجداد الخلبية وملوك الطوائف
وجاهلية القرون الوسطية
ورغم كل هذا
أصابتني وأرهقتني…
قال عنها عوام الناس
أنها مجرد ترانيم من بلاد السحر الأسود
وتعويذات الشياطين ومطرقة حداد جهنم العظيم
منهم من قال إنها قصص القبور المزخرفة
والسجون المدفونة التي سمعناها من آلاف السنين
ولكنها للأسف
حدثت أمام ناظري وجعلوا منها قصتي
سأتكلم عن شيء قام أهلي بإخفائه خوفا علي
وعن أشياء أخفيته عنهم خوفا عليهم
سأقول كل شي.. سأروي القصة بكل تفاصيلها
سأتحدث عنها سأتحدث عن نفسي
عن همومي عن مشاكلي